×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقد ذكر العلماء لسبب نزول هذه الآية أسبابًا أُخَر فلا منافاة؛ لأن الآية الواحدة قد يتعدد نزولها.

وفيه تحريم الاستغفار للمشركين، وموالاتهم، ومحبتهم.

**********

 قوله: «فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » هذا من حرصه صلى الله عليه وسلم.

وهذا فيه أن الذي يدعو إلى الله لا ييأس، بل يكرر الدعوة ولو لم يستجب له من أول مرة.

هذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، الذي يجب على المسلمين اتباعه واقتفاء أثره، ولا يأخذوا منهجهم من الحزبيات والجماعات والاصطلاحات البشرية، قال عز وجل: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا [الأحزاب: 21].

قوله: «فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعَادَا» أي: الرجلان، أعادا عليه قولهما: «أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ؟!»، انظر كيف يُصر المشركون - والعياذ بالله - على عنادهم وعلى حَمِيتهم الجاهلية؟! أعادا عليه مقالتهما الخبيثة غَيرة على الشرك!!

فكانت آخر كلمة قالها أبو طالب وهو في الرمق الأخير: «هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ» - والعياذ بالله - وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ.

جاء بضمير الغائب في قوله: «هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ» استكراهًا للفظ المتكلم أن يقول: «أنا»، وربما قال أبو طالب: «أنا»، لكن الراوي صرفها إلى ضمير الغائب استكراهًا لها.


الشرح