×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 الحاصل: أنه أبى أن يقول: «لا إله إلاَّ الله»، ومات على ذلك. فهذا فيه دليل على أن أبا طالب مات على الشرك، وعلى أن عبد المطلب مشرك، وعلى أن أجداد الرسول صلى الله عليه وسلم مشركون.

وفي هذا رَدٌّ على الرافضة الذين يَدَّعون إسلام أبي طالب، وأَلَّف بعضهم كتابًا سماه «أبو طالب مؤمن قريش».

فالشيعة يزعمون إسلام أبي طالب، وإسلام عبد المطلب، وإسلام أجداد النبي صلى الله عليه وسلم.

بل والمخرفون غير الشيعة يزعمون هذا، ويقولون: «ما يليق بالرسول أن يكون من أولاد كفار»!!

وهذا لجهلهم، وإلا لو كانوا يعلمون لعلموا أن إبراهيم الخليل أبا الأنبياء عليه الصلاة والسلام كان أبوه كافرًا، وهذا من صريح القرآن، وقد تبرأ إبراهيم منه؛ كما في قول الله عز وجل: ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ [التوبة: 114].

إبراهيم الخليل أبو الأنبياء أبوه كافر، وما ضره هذا.

ونوح عليه السلام ابنه كافر، أبى أن يركب مع أبيه في السفينة، وأبوه يقول له: ﴿وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [هود: 42]، وهو ولد نوح عليه السلام أول الرسل!

فلا يَضر ولا يُستغرب أن يكون أبو نبي من الأنبياء كافرًا، ليس بمستغرب.

قال: «وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» لما أبى أبو طالب أن ينطق بكلمة التوحيد، لم تنقطع شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على عمه، فقال: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» وذلك من حرصه صلى الله عليه وسلم على رد الجميل إلى عمه الذي دافع عنه وحماه.


الشرح