الحاصل: أنه لا يجوز الاستغفار للكفار، لا الأحياء ولا الأموات، الحي لا يُستغفر
له وهو على الشرك، إنما يُدْعَى له بالهداية، وأن يوفقه الله لقَبول الحق، ولا
يقال: «المغفور له - أو: المرحوم فلان»،
وهو مشرك أو كافر، فهذا لا يجوز؛ إنما الاستغفار للمؤمنين: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ
وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19].
وأنزل الله عز وجل في أبي طالب: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ﴾ إنك يا محمد يا أيها الرسول، لا تهدي هداية التوفيق
والقَبول مَن أحببت، مِن عمك أو غيره، ﴿وَلَٰكِنَّ
ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾ [القصص: 56] هذه هداية التوفيق والقَبول، هذه بيد الله
عز وجل لا يملكها غير الله. وأما هداية الدلالة والإرشاد والدعوة، فهذه يملكها
الرسول، ويملكها الدعاة إلى الله، قال عز وجل: ﴿وَإِنَّكَ
لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [الشورى: 52]، يعني: تدل
عليه وترشد إليه.
· فالهداية هدايتان:
- هداية يملكها الرسل والدعاة إلى الله، وهي هداية الدلالة والإرشاد والبيان.
- أما هداية التوفيق وبَعْث الإيمان في القلوب فهذا لا يملكه إلاَّ الله،
لا يملكه الأنبياء، ولا غيرهم من باب أَوْلى؛ لأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع
الرحمن يقلبها كيف يشاء، والله عز وجل عليم حكيم يضع الأمور في مواضعها، فلا يضع
الهداية إلاَّ فيمن يعلم أنه يَصلح لها، قال عز وجل: ﴿وَلَٰكِنَّ
ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56].