×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وفي قوله عز وجل: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ من المعلوم أن المؤمن لا يجوز له أن يحب الكافر، فهل الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أبا طالب وهو مشرك؟!

·       هذا السؤال له جوابان:

الجواب الأول: أن يكون المعنى: إنك لا تهدي مَن أحببتَ هدايته. فيكون المفعول محذوفًا، لابد من هذا التقدير، وهو الأَولى.

الجواب الثاني: أن المراد بالمحبة هنا: المحبة الطبيعية؛ لأن المحبة الدينية لا تجوز إلاَّ للمؤمنين، أما المحبة الطبيعية فالإنسان بطبعه يميل إلى قبيلته، ويميل إلى أقاربه ولو كانوا كفارًا، هذه محبة طبيعية لا يؤاخذ عليها الإنسان. أما الممنوع مع الكفار فهو المحبة الدينية، قال عز وجل: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22]، المراد بالمودة هنا المودة الدينية.

·       فهذه قصة عظيمة، وبالنظر في الحديث الذي أورده المصنف مع الآيات المتعلقة بها، نستنتج مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: بطلان التعلق بغير الله فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ كجلب الرزق، ودفع الضرر، وشفاء المريض، وهداية القلوب، وإنزال المطر... وغير ذلك مما لا يَقدر عليه إلاَّ الله. هذا لا يُطلب إلاَّ من الله سبحانه وتعالى ولا يجوز طلبه من غير الله، فإذا كان هذا لا يجوز في حق الأنبياء، ففي حق غيرهم لا يجوز من باب أَوْلى.

المسألة الثانية: فيها مشروعية زيارة المريض ولو كان كافرًا.


الشرح