×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فإن كان المريض مؤمنًا فلأجل توطينه، وتوسيع الأمر عليه، وتذكيره بالشهادة؛ لأن المريض يحتاج إلى مَن يَحضره ويؤنسه ويوسع عليه الأمر ويبشره.

وإن كان كافرًا فمن أجل دعوته إلى الله، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم زار عمه أبا طالب لدعوته إلى الله، وزار غلامًا يهوديًّا يُحْتضر، فدعاه إلى الله، فاستجاب وشهد أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، ومات على الإسلام.

فزيارة المريض مشروعة ولو كان كافرًا من أجل دعوته إلى الله سبحانه وتعالى.

المسألة الثالثة: فيه ضرر جلساء السوء، فيجب على الإنسان أن يتجنب جلساء السوء وأن يَحذر منهم؛ لأنهم يَجرونه إلى الشر. ولا يصحب إلاَّ الأخيار.

وما أَحْسَنَ قولَ الناظم:

إذا كنتَ في قوم فصاحِبْ خيارهم **** ولا تصحب الأردى فتردى مع الرَّدِي

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه **** فكل قرين بالمُقارَن يَقتدِي

فهؤلاء الجلساء أثَّروا على أبي طالب حتى مات على الشرك. فهذا فيه ضرر مجالسة أهل السوء وقرناء السوء.

المسألة الرابعة: في الحديث دليل على تحريم الاستغفار للمشركين والترحم عليهم، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، وإنما هذا خاص بالمؤمنين، فالاستغفار للمشركين لا يقبله الله ولو كان من النبي، فالنبي صلى الله عليه وسلم استغفر لعمه ولم يُستجب له، فدل على أن الاستغفار


الشرح