للمشركين لا ينفعهم ولو
كان المُستغفِر من الأنبياء والصالحين، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48]، فهذا
فيه خطر الشرك، والعياذ بالله.
المسألة الخامسة: في الحديث دليل على أن الأعمال بالخواتيم، فلو أن أبا
طالب قال: «لا إله إلاَّ الله» لخُتِم
له بخاتمة خير ودخل الجنة، بعدما عاش على الكفر والشرك، ولكنه لما لم يقلها ومات
على ملة المشركين صار من أهل النار. ففيه أهمية الخاتمة وأن الأعمال بالخواتيم،
فيجب على المسلم أن يُكثر من سؤال الله حُسْن الخاتمة.
المسألة السادسة - وهي مهمة جدًّا -: أن مَن قال: «لا إله إلاَّ الله» فإنه يُقبل منه ويُحْكَم بإسلامه، ما لم يظهر منه
ما يناقض هذه الكلمة من قول أو فعل.
فإن ظهر منه ما يناقض هذه الكلمة حُكِم برِدَّته. أما ما لم يظهر منه ما
يناقض هذه الكلمة، فإنه يُحْكَم بإسلامه، فإن كان صادقًا فيما بينه وبين الله، فهو
مسلم حقًّا. وإن كان كاذبًا فيما بينه وبين الله فهو منافق، أَمْره إلى الله عز
وجل. أما نحن فليس لنا إلاَّ الظاهر.
المسألة السابعة: في هذا دليل على بطلان قول الرافضة والشيعة بإسلام أبي
طالب، فالحديث صريح ومتفق عليه في الصحيحين، أنه مات على الشرك، وهم يقولون: أبو طالب
مسلم! فيدَّعون إسلام أبي طالب وإسلام عبد المطلب!