ويستدلون بقول الله عز وجل:
﴿ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ
٢١٨وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ٢١٩﴾ [الشعراء: 218- 219]،
يقولون: هؤلاء أجداد الرسول تَنَقَّل بين أصلابهم!!
وهذا تفسير للآية بغير معناها؛ لأن قوله: ﴿وَتَقَلُّبَكَ
فِي ٱلسَّٰجِدِينَ﴾ [الشعراء: 219] يعني: قيام الرسول صلى الله عليه وسلم
في صلاة الليل مع الذين يقومون يُصَلُّون الليل!! فالمراد بالساجدين الذين
يُصَلُّون ويقومون الليل من الملائكة والآدميين. وليس المراد أن أجداد الرسول
كانوا ساجدين وكان الرسول يتنقل من صُلْب إلى صُلْب!! هذا كلام باطل.
المسألة الثامنة - وهي عظيمة جدًّا -: تفسير «لا إله إلاَّ الله»؛ كما يقول الشيخ رحمه الله، وأن معناها: تَرْك
عبادة غير الله؛ لأن أبا جهل وزميله فهما أنه إذا قال: «لا إله إلاَّ الله» فقد تَرَك ملة عبد المطلب، وأن «لا إله إلاَّ الله» ليست مجرد كلمة
تقال، وإنما هي كُفْر بالطاغوت وإيمان بالله عز وجل.
بخلاف ما يعتقده كثير من الخرافيين في هذا الزمان، يقولون: «لا إله إلاَّ الله» بألسنتهم، ثم
يَدْعُون غير الله عز وجل، فيقولون: يا حسين! ويا بدوي! ويا فلان!! ويذبحون للموتى
ويستغيثون بهم. وهم يقولون: «لا إله إلاَّ
الله»!!، بل لهم أوراد صباحية ومسائية يقولونها بالمئات، ثم يذبحون للضريح
ويطوفون به ويستغيثون به.
فدل ذلك على أن أبا جهل أفهم منهم بمعنى «لا إله إلاَّ الله»؛ لأن أبا جهل فَهِم أن معنى «لا إله إلاَّ الله»: تَرْك عبادة الأوثان. وهؤلاء