×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 ما فهموا هذا، ما فهموا أن «لا إله إلاَّ الله» معناها: تَرْك عبادة القبور.

وهذا من الفقه العظيم، وهذه هي العقيدة الصحيحة، والداعي إلى الله يجب أن يفهم هذا الفقه؛ لأن هذا هو فقه الدعوة.

المسألة التاسعة: فيه الرد على المرجئة، الذين يقولون: «إن الإيمان هو مجرد المعرفة أو الاعتقاد»، فإذا عَرَف الإنسان بقلبه أو اعتقد أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، ولو لم يعمل؛ فإنه يكون مسلمًا؛ لأن الأعمال ليست شرطًا في الإيمان، بل مجرد المعرفة أو الاعتقاد بالقلب يكفي عندهم.

وهذا باطل؛ لأن معرفة أبي طالب رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لم تُعتبر إسلامًا.

والله عز وجل قال عن المشركين: ﴿فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33]، فهم يعرفون أنه رسول الله، لكن الكِبْر والحَمِية الجاهلية جعلتهم لا يقبلون الدعوة، مع أنهم يعرفونها بقلوبهم.

والله عز وجل حكى عن موسى عليه السلام أنه قال لفرعون: ﴿قَالَ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ [الإسراء: 102]، ففرعون عارف بقلبه صحة ما جاء به موسى، ولكن منعه الكِبْر والمعاندة.

المسألة العاشرة: فيه خطورة الحَمِية الجاهلية لدين الآباء والأجداد، وأن الإنسان لا يتعصب لمذهب آبائه وأجداده وأهل بلده ومشايخه ومَن يعظمهم إذا كان هذا مخالفًا للحق، فإنه يحمله على الكفر - والعياذ بالله - والخروج من الملة إذا احتمى له ودافع عنه! وما هَلَكت الأمم


الشرح