قوله:
في الصحيح: عن ابن المُسيَّب عن أبيه قال: «لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ
الوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا
جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ المُغِيرَةِ،
فَقَالَ لهُ: «يَا عَمِّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ
بِهَا عِنْدَ اللَّهِ!»، فَقَالاَ لهُ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ
المُطَّلِبِ ؟! فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعَادَا،
فكان آخِر ما قاَلَ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ
يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» ([1]).
فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: ﴿أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا
نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ
أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم
مُّؤۡمِنِينَ﴾ [التّوبَة: 13].
وَأَنْزَلَ
اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ
أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾
[القَصَص: 56]
قوله:
في الصحيح: عن ابن المُسيَّب أي: في الصحيحين.
وابن
المُسيَّب هو: سعيد بن المُسيَّب بن حَزْن بن أبي وهب بن عمرو بن عائن بن عمران بن
مخزوم، القرشي المخزومي، أحد العلماء والفقهاء الكبار السبعة من التابعين، اتفق
أهل الحديث أن مراسيله أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع
علمًا منه! مات في التسعين وقد ناهز الثمانين.
وأبوه المُسيَّب صحابي، بقي إلى خلافة عثمان رضي الله عنه. وكذلك جَده حَزْن صحابي، استُشهد باليمامة.
([1]) أخرجه:البخاري رقم (1360)، ومسلم رقم (24).