قوله:
«لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ» أي: علاماتها ومقدماتها.
قوله:
«جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، يُحتمل أن يكون المُسيَّب حضر مع
الاثنين، فإنهما من بني مخزوم، وهو أيضًا مخزومي، وكان الثلاثة إذ ذاك كفارًا،
فقُتِل أبو جهل على كفره، وأسلم الآخَران.
**********
هذا حديث سعيد بن المُسيَّب الذي
في الصحيحين - صحيح البخاري، وصحيح مسلم - كما أشار إلى ذلك المصنف بقوله: «وفي الصحيح».
وسعيد بن المُسيَّب من أكابر التابعين، كانت له منزلة عظيمة في العلم، فهو
من كبار علماء التابعين، وأحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم الفتوى في الدنيا
في زمانهم.
وأبوه المُسيَّب وجَده حَزْن صحابيان، فهو من كبار التابعين، وأبوه وجَده
صحابيان!!
قوله: «لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ
الوَفَاةُ» أي: قارب الوفاة. وليس المراد أنه نزل به الموت؛ لأنه إذا نزل
الموت بالمُحتضَر وبلغت الروح الغرغرة، لا تُقبل منه توبة؛ كما جاء في الحديث: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ
مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([1]).
فالمراد بهذا - والله أعلم -: أنه لما حضرته الوفاة، وظهرت عليه علامات الموت قبل أن تبلغ رُوحه الغرغرة، وقبل أن يأتي الوقت الذي لا تُقبل منه التوبة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160).