×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

ويحتمل أنه حضرته الوفاة، يعني: بل نزع الروح، فيكون هذا خاصًّا بأبي طالب. وأما غيره فإذا وصل إلى هذا الحد فإنه لا تُقبل منه توبة. والله أعلم.

وأبو طالب هو: ابن عبد المُطَّلِب بن هاشم بن عبد مَناف.

فهو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ربى النبي صلى الله عليه وسلم وكَفَله بعد جَده عبد المطلب.

فإن والد النبي - وهو عبد الله بن عبد المطلب - مات والرسول صلى الله عليه وسلم في بطن أمه، فلما وُلد صلى الله عليه وسلم كَفَله جَده عبد المطلب، ثم لما حضرته الوفاة عَهِد به إلى ابنه أبي طالب، فكَفَله أبو طالب أحسن كَفَالة، وأحسن إليه.

ثم لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو طالب يحميه ويدافع عنه، ووقف منه موقف الصادق المناصر المدافع عنه، وهذا من تسخير الله عز وجل لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكان أبو طالب سيدًا في قريش، كانت تهابه قريش وتُجِله، فكان يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدفع عنه أذى قومه، ويصبر على ما يناله في سبيل ذلك.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على إسلامه غاية الحرص؛ ولهذا لما حضرته الوفاة أخذت النبي صلى الله عليه وسلم الشفقة عليه، ومن باب رد الجميل إليه، دعاه صلى الله عليه وسلم للإسلام حتى يموت على التوحيد؛ لعل الله عز وجل ينقذه من النار! وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعوة إلى الله خصوصًا مع أقاربه، ففيه حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعوة إلى الله وصبره على ذلك.


الشرح