كما كان إبراهيم عليه
الصلاة والسلام أول ما بدأ بأبيه، فقال له: ﴿يَٰٓأَبَتِ
لَا تَعۡبُدِ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ عَصِيّٗا ٤٤يَٰٓأَبَتِ
إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيۡطَٰنِ
وَلِيّٗا ٤٥﴾ [مريم: 44- 45]، كان يستعطفه بقوله: ﴿يَٰٓأَبَتِ﴾.
فينبغي للداعية أن يكون كذلك مع أقاربه ومع غيرهم من المسلمين؛ كما أمر
الله عز وجل موسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: ﴿فَقُولَا
لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44].
قال: «يَا عَمِّ، قُلْ: لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللهُ» يجوز أن تقول: «يا عمِّ»
بالكسر إشارة إلى الياء المحذوفة. ويجوز أن تقول: «يا عمُّ» على قطع الإضافة، على لغة مَن لا ينتظر، أي يُبنى على الضم
لأنه غير مضاف.
قوله: «قُلْ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»
أي: تلفظ بها، «كَلِمَةً» هذا بدل من «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»؛ لأن «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» جملة في محل
نصب مقول القول، فتكون «كَلِمَةً»
بدلاً منها، وبدل المنصوب منصوب.
و«لا إله إلاَّ الله» تسمى
كلمة الإخلاص، وكلمة التوحيد، وكلمة التقوى؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ﴾ [الفتح: 26]، فهي
كلمة عظيمة.
وقوله: «كَلِمَةً» هذا
من باب ترغيبه، وأنها كلمة سهلة إن قالها كان من الناجين! ما طَلَب منه شيئًا يشق
عليه ولاسيما وأنه في هذه الحالة.
قوله: «أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ
اللَّهِ» «أحاجَُّ»: على الجزم
جواب الطلب، وحُركت الجيم بالفتح لالتقاء الساكنين. ويجوز على الضم