وكل ما عُبِد من دون الله؛
من قبر أو مشهد أو صنم أو طاغوت، فالأصل في عبادته هو الغلو، كما لا يخفى على ذوي
البصائر.
كما
جرى لأهل مصر وغيرهم؛ فإن أعظم آلهتهم أحمد البدوي، وهو لا يُعْرَف له أصل ولا فضل
ولا علم ولا عبادة! ومع هذا فصار أعظم آلهتهم! مع أنه لا يُعْرَف إلاَّ أنه دخل
المسجد يوم الجمعة، فبال فيه ثم خرج ولم يُصَلِّ!! ذَكَره السخاوي عن أبي حيان.
فزَيَّن
لهم الشيطان عبادته، فاعتقدوا أنه يتصرف في الكون، ويطفئ الحريق، وينجي الغريق،
وصرفوا له الإلهية والربوبية وعلم الغيب! وكانوا يعتقدون أنه يسمعهم ويستجيب لهم
من الديار البعيدة، وفيهم مَن يسجد على عتبة حضرته!
وكان
أهل العراق ومَن حولهم - كأهل عُمَان - يعتقدون في عبد القادر الجيلاني، كما يعتقد
أهل مصر في البدوي. وعبد القادر من متأخري الحنابلة، وله كتابه «الغُنْيَة». وغيره
ممن قبله وبعده من الحنابلة مَن هو أفضل منه في العلم والزهد، لكن فيه زهد وعبادة،
وفُتِنوا به أعظم فتنة؛ كما جرى من الرافضة من أهل البيت. وسبب ذلك الغلو، ودعوى
أن له كرامات، وقد جرت الكرامات لمن هو خير منه وأفضل؛ كبعض الصحابة والتابعين.
وهكذا حال أهل الشرك مع مَن فُتنوا به.
وأعظم
من هذا عبادة أهل الشام لابن عربي، وهو إمام أهل الوحدة، الذين هم أكفر أهل الأرض.
وأكثر
مَن يَعتقد فيه هؤلاء لا فضل له ولا دين؛ كأناس بمصر وغيرها.