×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وفي الصحيح: عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا   [نُوح: 23] قال: «هَذِهِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ! فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ ونُسِي العِلْمُ عُبِدَتْ

قوله:وفي الصحيح أي: صحيح البخاري.

وهذا الأثر اختصره المصنف رحمه الله، والذي في البخاري: عن ابن عباس: «صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعْدُ أَمَّا «وَدٌّ» كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وَأَمَّا «سُوَاعٌ» كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا «يَغُوثُ» فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ، عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا «يَعُوقُ» فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا «نَسْرٌ» فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لآِلِ ذِي الكَلاَعِ، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ...» إلى آخره.

قوله: «أَنِ انْصِبُوا»: بكسر المهملة.

قوله: «أَنْصَابًا»: جمع نُصُب، وهي الأصنام التي صوَّروها على صور الصالحين.

قوله: «فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ ونُسِي العِلْمُ عُبِدَتْ»: الذي في البخاري: «وَتَنَسَّخَ العِلْمُ»، فلعل الذي هنا رواية.

فصارت هذه الأصنام - بهذا التصوير على صور الصالحين - سُلَّمًا إلى عبادتها.


الشرح