آباءكم نصبوا هذه الصور لكي تُعْبَد، وبها كانوا يُسْقَون المطر، فعبدوها
من دون الله، وحدث الشرك في الأرض.
فأول شرك حدث في الأرض كان بسبب صور الصالحين؛ ولذلك أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم أن المصورين أشد الناس عذابًا يوم القيامة؛ لأن التصوير وسيلة للشرك.
وقد لَعَن النبي صلى الله عليه وسلم المصورين ([1])، وقال: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ
اللَّهِ يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ([2])، وقال: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ
الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا
خَلَقْتُمْ» ([3])، وقال: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ
مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا»
([4]).
فاشتد نكيره صلى الله عليه وسلم على التصوير وعلى تعليق الصور؛ لأنه وسيلة
إلى الشرك.
وإن كان الناس في الوقت الحاضر لا يُخشى عليهم من عبادة هذه الصور؛ لأنهم يعرفون التوحيد وفيهم العلماء، وفيهم مَن يأمر بالمعروف ويَنْهَى عن المنكر؛ لكن في المستقبل إذا انعقد السبب ووُجد فإن الشيطان يأتي إلى أجيال المستقبل ويغريهم بالتعلق بهذه الصور، لاسيما إذا كانت صور مُعظَّمين؛ كصور الملوك والرؤساء والصالحين، فإن الشيطان يفتنهم بها، والعياذ بالله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2086).