· فهذه الآثار مع الآية الكريمة تدل على مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: تحريم الغلو في الصالحين، بمعنى ما ذكرناه في الغلو،
وأنه يَؤُول إلى الشرك، فإن غلو قوم نوح في الصالحين آل بهم إلى الشرك، والعياذ
بالله.
فهذا شاهد للترجمة: «باب ما جاء أن
سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين» وهذا ظاهر، فإن ما وقع في
قوم نوح كان سببه الغلو في الصالحين.
وفيه رَدٌّ على عُبَّاد القبور اليوم، الذين يقولون: البناء على القبور من
باب المحبة للصالحين. وكوننا نستغيث بهم، ونستشفع بهم، ونذبح لهم، وننذر لهم،
ونتبرك بتربتهم - هذا ليس من الشرك، هذا من باب محبة الصالحين! ويقولون للذين
ينكرون هذا: أنتم تبغضون الصالحين! هكذا فسروا المحبة والبغض، بأن المحبة عبادتهم،
والبغض ترك عبادتهم!! وهذا من انتكاس الفِطَر، والعياذ بالله.
فالآية والأثر يردان عليهم؛ لأن هذا ليس من محبة الصالحين، وإنما هو من
الغلو فيهم الذي يَؤُول إلى الشرك.
المسألة الثانية: في قوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ دليل على أن الغلو في
الصالحين من سُنة اليهود والنصارى، وليس من سُنة المسلمين، فهؤلاء القبوريون سلفهم
اليهود والنصارى، وبئس السلفُ!!