×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: ولمسلم: عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» ([1]) قَالَهَا ثَلاَثًا:

قال الخَطَّابي: «المُتنطِّع: المُتعمِّق في الشيء، المُتكلِّف في البحث عنه، على مذهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يَعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم».

وقال أبو السعادات: «هم المتعمقون الغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم» ([2]).

وقال النووي: «فيه كراهة التقعُّر في الكلام بالتشدق، وتكلف الفصاحة، واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة القوم ونحوهم».

قوله: «قَالَهَا ثَلاَثًا» أي: قال هذه الكلمة ثلاث مرات؛ مبالغة في التعليم والإبلاغ، فقد بَلَّغ البلاغ المبين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

ووجه مناسبة هذا الحديث للترجمة: أن الغلو من التنطع والزيادة؛ لِما فيه من الخروج إلى ما يوصل إلى الشرك بالله.

**********

 قوله: «ولمسلم» يعني: روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.

«عن ابن مسعود»: عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذَلي، الصحابي الجليل والعالم الكبير، الذي يُعَد من أكابر علماء الصحابة،


الشرح

([1])  أخرجه:مسلم رقم (2670).

([2])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 73).