قوله:
ولمسلم: عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هَلَكَ
الْمُتَنَطِّعُونَ» ([1]) قَالَهَا
ثَلاَثًا:
قال
الخَطَّابي: «المُتنطِّع: المُتعمِّق في الشيء، المُتكلِّف في البحث عنه، على مذهب
أهل الكلام الداخلين فيما لا يَعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم».
وقال
أبو السعادات: «هم المتعمقون الغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم» ([2]).
وقال
النووي: «فيه كراهة التقعُّر في الكلام بالتشدق، وتكلف الفصاحة، واستعمال وحشي
اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة القوم ونحوهم».
قوله:
«قَالَهَا ثَلاَثًا» أي: قال هذه الكلمة ثلاث مرات؛ مبالغة في التعليم والإبلاغ،
فقد بَلَّغ البلاغ المبين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ووجه
مناسبة هذا الحديث للترجمة: أن الغلو من التنطع والزيادة؛ لِما فيه من الخروج إلى
ما يوصل إلى الشرك بالله.
**********
قوله: «ولمسلم» يعني: روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.
«عن ابن مسعود»: عبد الله بن مسعود بن غافل الهُذَلي، الصحابي الجليل والعالم الكبير، الذي يُعَد من أكابر علماء الصحابة،