×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 وإليه المرجع في الفتوى ورواية الحديث... وغير ذلك، فهو من أكابر الصحابة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، رضي الله عنه، وكان - أيضًا - من أشد الناس تحذيرًا من البدع والغلو، ومواقفه من المبتدعة مشهورة، وكلماته رضي الله عنه في ذلك مأثورة.

قوله: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ»، التنطع في اللغة: التقعر في الكلام إظهارًا للفصاحة. والمراد هنا: التنطع في الكلام، والتنطع في الاستدلال، والتنطع في العبادة.

والتنطع في الكلام معناه: أن يتكلم الإنسان بكلمات غريبة من اللغة لا يفهمها الناس، فيأتي بأسلوب وألفاظ من وحشي اللغة لا يعرفها الناس.

وكذلك من التنطع في الكلام: أن يُخاطِب الحاضرين بأشياء لا يفهمونها.

والناس بحاجة إلى أن يُبيَّن لهم عقيدتهم وعبادتهم وطهارتهم ومعاملاتهم، فإذا بهذا المتنطع يتكلم في أشياء بعيدة عنهم وعن مجتمعهم؛ كأن يتكلم في أمور السياسة وأمور الدول ووسائل الإعلام، وهي أشياء لا يعرفها العوام، ولا يستفيدون منها شيئًا، فيَخرجون من عنده بجهلهم، لا يعرفون أمور دينهم، بل منهم مَن لا يَعرف كيف يصلي، ومنهم من لا يعرف كيف يتوضأ، ومنهم مَن لا يَعرف كيف يغتسل من الجنابة، فيَخرجون بجهلهم ولم ينتفعوا بهذا الكلام البعيد الغريب عن أسماعهم.


الشرح