×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: ولمسلم: عن جُنْدُب بن عبد الله قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ اللهِ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1]).

قوله: عن جُنْدُب بن عبد الله أي: ابن سفيان البَجَلي، ويُنسَب إلى جَده، صحابي مشهور، مات بعد الستين.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما بناء المساجد على القبور، فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عنه للأحاديث الصحيحة. وصَرَّح أصحابنا وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريمه.

قال: ولا ريب في القطع بتحريمه - ثم ذكر الأحاديث في ذلك، إلى أن قال -: وهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم - تتعين إزالتها بهدم أو غيره، وهذا مما لا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين.

**********

 هذا الحديث عن جُنْدُب بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه، قال: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ» يحتمل أنها خمس ليال - وهذا هو الأقرب والله أعلم - ويحتمل أنها خمس سنين «وَهُوَ يَقُولُ: «إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللهِ...»» البراءة: نفي الشيء والابتعاد عنه.

فما الذي يبرأ منه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث؟


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (532).