وفيه إشارة إلى استخلاف أبي بكر من بعده؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال هذا في آخر حياته. كما أنه صلى الله عليه وسلم في مرض موته أَمَر أبا بكر أن
يصلي بالناس، ولما قيل له عن عمر؛ أَبَى وغَضِب، وقال: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ» ([1]).
فهذا فيه إشارة إلى خلافته.
وفيه - أيضًا - رَدٌّ على الرافضة الذين يُبغضون أبا بكر الصديق، ويطعنون
في خلافته وخلافة أخويه: عمر وعثمان، ويقولون: إن الخلافة لعلي بعد الرسول صلى
الله عليه وسلم، وإنما الصحابة اغتصبوها وظلموا عليًّا! هكذا يقولون - قبحهم الله
-. فعليٌّ رضي الله عنه هو الخليفة الرابع، وهذا بإجماع المسلمين.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ
وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» من اليهود والنصارى «كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ»
أي: مُصلَّيات - سواء بُني عليها أو لم يُبْنَ عليها - يُصَلُّون عندها رجاء
الإجابة، فهم لا يُصَلُّون للقبور، وإنما يُصَلُّون لله عز وجل، لكن يوقعون الصلاة
عند القبور رجاء الإجابة ظنًّا منهم أن هذا محل الإجابة، وهو ليس كذلك؛ لأن هذا
وسيلة من وسائل الشرك؛ فلذلك نَهَى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولذلك لا يجوز الدعاء عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عند قبر غيره. فلا تجوز الصلاة عند القبور ولا الذبح عند القبور، وإن كان مَن يفعل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (664)، ومسلم رقم (418).