ذلك يقصد وجه الله إلاَّ
أن المكان ليس مكان عبادة؛ لأن العبادة في هذا المكان تكون وسيلة إلى الشرك،
والإسلام جاء بسد الذرائع.
قال: «أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا
الْقُبُورَ مَسَاجِدَ،» هذا نهي منه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد،
أي: مصليات.
ثم أَكَّد ذلك ثانية فقال: «إِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» فهذا تأكيد بعد تأكيد؛ لبيان أهمية هذا الأمر.
فهذا هو التغليظ الذي أشار إليه المصنف رحمه الله في الترجمة بقوله:
«باب ما جاء من التغليظ فيمَن عَبَد الله
عند قبر...».فالنبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن ذلك مرتين، وجاء بأداة
الاستفتاح «أَلاَ»من أجل التنبيه، فهي
أداة تنبيه تدل على أهمية ما بعدها. وهذا من تغليظ النهي عن هذا العمل.