قوله:
فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لَعَن - وهو في السياق - مَن فَعَله.
والصلاة
عندها من ذلك وإن لم يُبْنَ مسجد، وهو معنى قولها: «خُشِيَ أَنَّ يُتَّخَذَ
مَسْجِدًا»، فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا.
وكل
موضع قُصدت الصلاة فيه فقد اتُّخذ مسجدًا، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً كما
قال: «وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([1]). هذا ذَكَره شيخنا،
وهو تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمهما الله على هذه الأحاديث.
**********
عَلَّق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله على هذين الحديثين بهذا الكلام الذي نقله الشيخ محمد رحمه الله.
قوله: «فقد نهى عنه في آخر حياته»
أي: عن اتخاذ القبور مساجد قبل موته بخمس، وهذا في آخر حياته.
«ثم إنه لَعَن - وهو في
السياق - مَن فَعَله» وهو ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، أنه كان في
سياق الموت ويطرح الخميصة ويكشفها، فنَهَى عنه في آخر حياته كما في حديث جُنْدُب،
ولَعَن مَن فَعَله وهو في سياق الموت.
وهذا من باب التغليظ الشديد في هذا الأمر، فكيف يُتساهل في هذا الأمر، ويَظن قوم أن الصلاة والدعاء والذبح عند القبور أفضل، وأنه مَظِنة الإجابة وأنه وأنه، مع أنه وسيلة إلى الشرك؟!! لا شك أن هذا من
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2742).