×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 سَفَه العقول والضلال المبين!!

قوله: «فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدًا» لأنهم معصومون عن ذلك، رضي الله عنهم، ولا يمكن ذلك أبدًا في حقهم! بل لم تُبْنَ المساجد على القبور في القرون الأربعة كلها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على القرون الأربعة بقوله: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1]).

فإذا كانت القرون الأربعة لم يُبْنَ فيها على القبور مساجد، فمِن باب أَوْلى ألاَّ تُبْنَى في عهد الصحابة الذين هم القرن الأول.

فالحاصل: أن المراد باتخاذ القبور مساجد: تَحَرِّي الصلاة عندها ظنًّا أن الصلاة عندها فيها مزية، وأنها يستجاب الدعاء عندها. وهي بذلك تكون وسيلة من وسائل الشرك.

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد سدًّا لذريعة الشرك؛ لأن الصلاة والدعاء عندها يتطور مع الوقت حتى تُدْعَى من دون الله وتُعْبَد من دون الله.

كما حصل الآن عند الأضرحة، حيث صارت تُعْبَد من دون الله؛ فيُذبح لها، ويُنذر لها، ويستغاث بالموتى، ويُتمرَّغ على تُربتها، ويُعكَف عندها، ويطاف حولها كما يطاف بالكعبة!! كل ذلك لأن الباب فُتِح لما بُنِي عليها.

ثم قال رحمه الله: «وكل موضع قُصدت الصلاة فيه» أي: كل موضع يُتردَّد عليه ويُصلَّى فيه، سواء كان عنده قبر أو ليس عنده قبر «فقد اتُّخِذ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3650)، ومسلم رقم (2535).