×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

كان فيها ملك نصراني اسمه النجاشي، والنجاشي لقب لمن مَلَك الحبشة، وكان عادلاً لا يُظلم أحد عنده.

وكان أهل الحبشة آنذاك على دين النصرانية، وكانت عادتهم أنهم يبنون الكنائس. والكنيسة: معبد النصارى الذي يجتمعون فيه يوم الأحد لعبادتهم. بخلاف الصومعة التي هي معبد خاص لفرد من النصارى يخلو فيها وينقطع للعبادة.

فالصومعة للأفراد، أما الكنيسة فهي للجميع.

فذَكرت أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم ما رأته بأرض الحبشة من هذه الكنائس وما فيها من الصور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُولَئِك قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ...»، هذا شَكٌّ من الراوي، لم يجزم باللفظ الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم، هل قال: «الرَّجُلُ الصَّالِحُ»، أو «العَبْدُ الصَّالِحُ»؟

والمعنى واحد لا يتغير، لكن هذا من التحفظ في الرواية ومِن تحري الصحابة - رضوان الله عليهم - في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. فلا ينسبون إليه إلاَّ ما تأكدوا أنه قاله عليه الصلاة والسلام، وما شَكُّوا فيه فإنهم يأتون بالاحتمال!

بينما كثير من الناس اليوم لا يبالون، ويقولون: قال الرسول كذا! وقال الرسول كذا! ولو كان الحديث موضوعًا، ولو كان شديد الضعف! فلا يتحرزون من نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا» أي: مُصَلًّى يُصَلُّون فيه؛ تعظيمًا للقبر. فبناء المساجد على القبور من عادة النصارى.


الشرح