×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

«الخَميصة»: كساء له أعلام.

والشاهد للترجمة قوله صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، فلَعَنهم صلى الله عليه وسلم على تحري الصلاة عندها، وإن كان المصلِّي إنما يصلي لله.

فمَن كان يصلي عند القبور ويتخذها مساجد فهو ملعون؛ لأنه ذريعة إلى عبادتها، فكيف إذا عَبَد أهل القبور والغائبين بأنواع العبادة، وسألهم ما لا قدرة لهم عليه؟!

وهذا هو الغاية التي يكون اتخاذ القبور مساجد ذريعة إليها.

واللعنة ليست مختصة باليهود والنصارى، بل تعم مَن فَعَل فعلهم وما هو أعظم منه. هذا هو الذي أراده صلى الله عليه وسلم من لعنة اليهود والنصارى على هذا الفعل؛ تحذيرًا لأمته أن يفعلوا ما فعلته اليهود والنصارى، فيقع بهم من اللعنة ما وقع بهم.

قوله: «لَوْلاَ ذَلِكَ» أي: ما كان يحذر من اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسجدًا، لأُبرز قبره مع قبور أصحابه بالبقيع.

قوله: «غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ - أَوْ خُشِيَ - أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا» رُوِي بفتح الخاء وضمها: فعلى الفتح يكون هو الذي خَشي صلى الله عليه وسلم، وأَمَرهم أن يدفنوه في المكان الذي قُبض فيه. وعلى رواية الضم يحتمل أن يكون الصحابة هم الذين خافوا أن يقع ذلك من بعض الأمة، فلم يُبرزوا قبره خَشية أن يقع ذلك من بعض الأمة غُلُوًّا وتعظيمًا؛ لِما أبدى وأعاد من النهي والتحذير ولَعْن فاعله.


الشرح

([1])  أخرجه:البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).