وقد أورد المصنف رحمه الله
هذا الأثر في تفسير قوله عز وجل: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾ فجاء في تفسير الآية عند ابن جرير بسنده: عن سفيان، عن
منصور، عن مجاهد. وجاء أيضًا من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس. يعني ورد تفسير
الآية من طريقين.
قوله: «عن سفيان» يحتمل أنه سفيان
بن عيينة، ويحتمل أنه سفيان الثوري. وهذا هو الذي رجحه الشارح أنه سفيان الثوري،
وهو إمام جليل في علم الحديث وفي علم الفقه، وله مذهب مستقل لكنه انقرض.
قوله: «عن منصور» هو منصور بن
المُعتمِر.
«عن مجاهد»: هو مجاهد بن
جَبْر، إمام المفسرين، تابعي جليل، أَخَذ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
قال: «في قوله: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ
ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ﴾، قال: كان يَلُت
لهم السَّويق، فمات، فعكفوا على قبره»، هذا تفسير مجاهد بن جبر
إمام المفسرين لهذه الآية. وكذلك جاء تفسيرها عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله
تعالى عنهما. وأبو الجوزاء هو: سفيان بن عبد الله الرَّبَعي، ممن أَخَذ عن ابن
عباس.
فجاء تفسير هذه الآية من طريقين: بأن «اللاتَّ»
اسم فاعل من «لَتَّ السَّويق يَلُته»
إذا خلطه بالسمن ليطعمه للناس من باب الإحسان. وفي رواية أبي الجوزاء أنه كان
يَلُت السَّويق للحاج خاصة. وهذا يدل على أنه رجل صالح يُحْسِن إلى الناس في
حياته، ويصنع لهم الطعام إحسانًا منه إليهم، فأَلِفوه وأحبوه لصلاحه ولإحسانه
وفضله.