قوله:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» ([1]). رواه أهل
السُّنَن: وهذا الحديث صحيح، صححه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. ويكفيك في
الاحتجاج به رواية أهل السنن له، ولم يَذكر أحد منهم له علة، ولا مُعارِض له.
**********
هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما،
رواه أصحاب السنن الأربعة: أبو داود والترمذي والنَّسائي وابن ماجه، ولم يعترضوا
عليه في شيء، مما يدل على قوة سنده.
قال: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم زَائِرَاتِ الْقُبُورِ» واللعن سبق أنه الطرد والإبعاد عن رحمة الله
عز وجل. ولا يكون إلاَّ على الكبيرة من كبائر الذنوب.
فمعنى «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم » أي: دعا باللعنة. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مجاب
الدعوة.
قوله: «زَائِرَاتِ الْقُبُورِ» «زائرات»: جمع زائرة، أي: النساء اللاتي زرن القبور؛ لأن المرأة ضعيفة فلا يصلح أن تزور القبور؛ لأنها إذا رأت قبر قريبها، يحصل منها ما يحصل من الجزع والنياحة. وأيضًا: المرأة أسرع إلى التأثر بالشرك من الرجل، فإذا زارت قبور الأنبياء والصالحين فإنها بعاطفتها وضعفها أقرب إلى الشرك من الرجال. وأيضًا: المرأة عورة، فإذا ذهبت إلى المقابر واختلطت بالرجال حصل من ذلك
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3236)، والترمذي رقم (320)، والنسائي رقم (2043)، وأحمد رقم (203).