×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 فبِناء على ذلك فالقول الصحيح الراجح هو: منع النساء من زيارة القبور.

وإن كان بعض الباحثين في هذا العصر أظهر هذه المسألة وكتب فيها، وأباح للنساء زيارة القبور؛ فهذا قول مرجوح، ولم يأتِ بجديد، وإنما أثار هذه المسألة فقط.

ولا يجوز لطالب العلم أن يتتبع المسائل الغريبة ويذهب يثيرها من جديد، ويبعثها على الناس من جديد؛ لِما يترتب على ذلك من المفاسد.

قوله: «وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ» هذا محل الشاهد من الحديث، أي: لَعَن صلى الله عليه وسلم المتخذين على القبور المساجد. واتخاذ المساجد على القبور سبق لنا معناه، أنه يُقصد به: الصلاة عندها، وإن لم يُبْنَ عليها المساجد، فإذا بُنِي عليها مسجد فالأمر أشد. وإن كان المُصَلِّي لا يَقصد القبر وإنما يصلي لله، لكن صلاته في هذا المكان محرمة؛ لأن فعله هذا وسيلة للشرك، ومَن فعله يستحق اللعنة، وصلاته على هذه الهيئة غير مشروعة.

الحاصل: أن اتخاذ القبور مُصَلَّيات يُصلَّى عندها يَؤول إلى عبادتها من دون الله. وهذا معنى قول المصنف رحمه الله في الترجمة: «أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تُعبد من دون الله».

قوله: «وَالسُّرُجَ» أي: الذين يضيئون المقابر بالسُّرُج، أيًّا كانت هذه السُّرُج مع اختلاف الأزمان، فقد تكون سُرُجًا من الوَدَك أو الزيت كما


الشرح