×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فنقول: هذا لا يحدث عند القبر، إنما يكون في الخارج، أي: في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن القبر محاط بجدران فلا يصل إليه أحد.

وأيضًا: الله عز وجل يُيسر مَن يمنع الناس من ظهور الشرك عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. أما إذا وقع الشرك من أحد خُفية فحسابه على الله عز وجل، لكنه لا يستطيع إظهاره عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل سَخَّر له مَن يحمونه ويحرسونه - ولله الحمد -، ويَرُدون الناس عن حصول شيء من هذه الأمور.

ومن حماية الله لقبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه لا يطاف به، ولا يتيسر الطواف به؛ بل إنما يَمر الزائر ويُسَلِّم على الرسول صلى الله عليه وسلم ويُسَلِّم على صاحبيه وينصرف، ولا يتمكن من الطواف به ولا الجلوس عنده، هذا كله من إجابة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.

والشاهد من الحديث للترجمة أن التعلق بالقبور والغلو فيها أنه يَؤول إلى اتخاذها أوثانًا؛ لأن هذا معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1]) فقد حصل أن اتُّخِذت القبور أوثانًا تُعبد إلاَّ قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.

والمشروع: السلام عليه صلى الله عليه وسلم من غير مكوث عند قبره وطول قيام، ولا تَكرُّر زيارة؛ كما كان الصحابة يفعلون ذلك، فقد كان ابن عمر يقف إذا جاء من سفر مقابل قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: السلام عليك يا رسول الله!


الشرح

([1])  أخرجه البخاري (437)، ومسلم(530).