ولا يَزال الخلاف وتسلط الكفار على المسلمين إلى وقتنا هذا، بل في وقتنا
هذا اشتد فيه الأمر. والسبب في هذا هو اختلاف المسلمين فيما بينهم، كما في الحديث:
«حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ
بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» فإذا حصل للمسلمين هذا سَلَّط الله
عليهم الكفار بسبب الاختلاف. واستباحة حرمة المسلمين فيما بينهم، هذا يقتل هذا،
وهذا يسبي هذا، مع أنهم إخوة مسلمون.
والواجب على المسلمين أن يكونوا أمة واحدة، قال عز وجل: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ
أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]،
وقال عز وجل: ﴿وَلَا
تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 46]،
وقال: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ﴾ [آل عمران: 105]،
وقال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ
دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ﴾ [الأنعام: 159].
فالاختلاف عذاب وسبب لتسلط الكفار، والاجتماع رحمة وقوة وعزة للمسلمين. ولن
يحصل الاجتماع إلاَّ تحت عقيدة التوحيد.