×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: ورواه البُرقاني في صحيحه: هو الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب، الخُوَارَزمي الشافعي، وُلد سنة ست وثلاثين وثلاثمِائة، ومات سنة خمس وعشرين وأربعمِائة.

قال الخطيب: «كان ثَبْتًا ورعًا، ولم نَرَ في شيوخنا أفضل منه، عارفًا بالفقه، كثير التصانيف، صَنَّف مُسنَدًا ضَمَّنه ما اشتمل عليه الصحيحان، وجَمَع حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة».

قوله: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ»: أي: الأمراء والعلماء والعُبَّاد، فيَحكمون فيهم بغير علم فيُضلوهم؛ كما قال عز وجل: ﴿وَإِنَّ كَثِيرٗا لَّيُضِلُّونَ بِأَهۡوَآئِهِم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُعۡتَدِينَ [الأنعام: 119]، وقال: ﴿وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَكۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ [الصافات: 71]، وأمثال هذه الآيات كثيرة في القرآن.

وَعَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الإِْسْلاَمَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الأَْئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ» رواه الدارمي ([1]).

قوله: «وَإِذَا وَقَعَ عَلَيْهِمُ السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وقد وقع ذلك، وما زالت الأمة كذلك، نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.

وفيه ما هو حق؛ كقتال أهل التوحيد لأهل الشرك بالله، وجهادهم على تركهم الشرك، وقد مَنَّ الله بذلك على مَن أقامهم في آخِر الزمان بالدعوة إلى توحيده، لكن أهل الشرك بدءوهم


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (220).