×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 بالقتال، وأظهرهم الله عليهم، كما لا يخفى على مَن تدبر آيات هذا الدين في هذه الأزمنة.

قوله: «وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ حَيٌّ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ» الحي: واحد الأحياء، وهي القبائل. وفي رواية أبي داود: «حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ». وكم، وكم؟!

وقوله: «وَحَتَّى تَعْبُدَ فِئَامٌ مِنْ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ»: والفئام -مهموز-: الجماعات الكثيرة. قاله أبو السعادات ([1]).

وهذا هو شاهد الترجمة، وقد استحكمت الفتنة بعبادة الأوثان، حتى إنه لا يُعرف أحد في هذه القرون المتأخرة أنكر ما وقع من ذلك، حتى أقام الله شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله، الذي أنكره ونهى عنه، ودعا الناس إلى تركه، وأن يعبدوا الله تعالى وحده لا شريك له، في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. فرماه الملوك وأتباعهم بقوس العداوة، فأظهره الله بالحُجة، وأعز أنصاره على مَن ناوأهم، وبَلَغت دعوته مشارق الأرض ومغاربها. ولكن مِن الناس مَن عَرَف، ومنهم مَن أنكر، فانتفع بدعوته الكثير من أهل نجد والحجاز وعُمَان... وغيرها، فلله الحمد على هذه النعمة العظيمة، جعلنا الله لها شاكرين.

**********

 قوله: «ورواه البُرقاني في صحيحه» البُرقاني هو: أبو بكر محمد الخُوَارَزمي الشافعي، وكتابه يسمى بـ «المسند الصحيح»، جَمَع فيه أحاديث الصحيحين، وزاد عليهما ما صح عنده من الأحاديث.


الشرح

([1])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 407).