×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «وزاد» يعني: على رواية مسلم - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» هذا سبب آخر، السبب الأول: الاختلاف فيما بينهم. السبب الثاني: وجود دعاة الفتنة ودعاة الضلال.

فهؤلاء سبب آخر لهلاك المسلمين، وسبب لتفرق كلمتهم وتسلط العدو عليهم، بأن يكون هناك دعاة ضلال، ودعاة فتنة، ودعاة فُرقة وتحريش بين المسلمين، كما حصل من الداعية الخبيث الأول عبد الله بن سبأ.

قوله: «الأَْئِمَّةَ»: جمع: إمام. والإمام: هو القدوة الذي يُقتدى به في الخير أو الشر.

فإذا كانت القدوة من أهل الضلال، ضلت الأمة وحصل فيهم الشر. ويراد بهم الأمراء الضالون، والعلماء الضالون، كل هؤلاء من الأئمة المضلين.

فإذا قاد الأمةَ هؤلاء قادوها إلى الهلاك. أما إذا قاد الأمةَ دعاة الحق قادوها إلى الصلاح والسلامة.

فقوله: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَْئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» يُفهم منه أن الأئمة المصلحين خير للأمة: يَجمعون كلمتها، ويُصلحون عقيدتها، ويَرُدونها إلى منهج السلف الصالح، ويحصل بهم الخير.

أما دعاة الضلال فإنهم يصدونها عن الحق، ويدعونها إلى خلاف منهج السلف.


الشرح