فإن قال قائل: أليس المسيح عيسى بن مريم يَنزل في آخر الزمان، كما
تواتر ذلك في الأحاديث؟
قلنا: نعم، ينزل في آخر الزمان، ولكن لا ينزل بشريعة جديدة، وإنما ينزل
ليعمل بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يعتبر مجدِّدًا من المجدِّدين ومُصلحًا
من المصلحين، يَحكم بشريعة الإسلام، ويَتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم.
فنزول عيسى عليه السلام لا يعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ»، وقول
الله عز وجل: ﴿وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ﴾؛ لأنه لا ينزل
بشريعة جديدة، ولا ينزل على أنه نبي يُبعث إلى الناس، وإنما ينزل على أنه حاكم
بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتابع له صلى الله عليه وسلم، مصليًا إلى قبلته،
فهو كآحاد أمته، بل هو أفضل هذه الأمة.