×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 الباطل!! مع كل هذا ستبقى في هذه الأمة بقية صالحة يدافعون عن الدين ويحملونه مهما تكالبت الأخطار والحوادث، إلى أن يأتي أمر الله تبارك وتعالى.

قوله: «طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي» «الطائفة»: الجماعة، والمراد هنا: مَن كان على الحق ولو كان واحدًا، بدليل قول الله عز وجل: ﴿إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ [التوبة: 66] وهو واحد.

قوله: «عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ» هذا فيه الحث على أن نكون مع هذه الجماعة وهذه الطائفة المنصورة المتمسكة بالحق، التي لا تتزعزع مع الحوادث ومع الصوارف، ولا تَزهد في التمسك بالسُّنة.

لكن هذا يحتاج إلى صبر، ويحتاج إلى ثبات ويحتاج قبل ذلك إلى علم وبصيرة.

وفيه - أيضًا - رَدٌّ على مَن ظهر برأي يقول: إن الطائفة المنصورة غير الفرقة الناجية.

نقول: بل الفرقة الناجية هي الطائفة المنصورة، فلا تكون منصورة إلاَّ إذا كانت ناجية، ولا تكون ناجية إلاَّ إذا كانت منصورة. فمَن فَرَّق بينهما فهذا خطأ وضلال.

قوله: «لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ» لا يضرهم مَن خذلهم مع قلتهم؛ لأنهم على الحق وخصومهم على الباطل، والباطل لا يَغلب الحق، قال عز وجل: ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ [الأنبياء: 18]، وقال عز وجل: ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا [الإسراء: 81].


الشرح