×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال الشيخ رحمه الله: «قوله: «حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ» الظاهر أن المراد به ما رُوِي مِن قبض مَن بقي من المؤمنين بالريح الطيبة، ووقوع الآيات العظام» يعني: تُقبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة بمدة، ثم يبقى شرار الناس على وجه الأرض، ليس فيهم من يقول: «اللهُ اللهُ»، ثم تقوم عليهم الساعة والعياذ بالله.

فلا تقوم الساعة إلاَّ على شرار الخلق؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» ([1]).

قوله: «البركة نوعان: أحدهما: بركة هي فِعله، والفعل منها «بارك»: بركة هي فعل الرب سبحانه وتعالى، والفعل منها «بارك»، والذي يُبارِك هو الله سبحانه وتعالى. وأما المخلوق فيقال له: «مُبارَك»، اسم مفعول؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ [مريم: 31].

قوله: «والنوع الثاني: بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة، والفعل منها «تبارك»؛ ولهذا لا يقال لغيره ذلك» لا يقال: تبارك علينا يا فلان، هذا لا يجوز؛ لأن هذا الفعل خاص بالله، هو سبحانه الذي يتبارك.

·       فهذا حديث عظيم يدل على مسائل عظيمة، منها:

المسألة الأولى: في هذا الحديث دلائل من دلائل النبوة، وهي:

أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (3844)، وأبو يعلى رقم (5316)، وابن حبان رقم (6847)، والبزار رقم (1724).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2889).