قال الشيخ رحمه الله: «قوله: «حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ»
الظاهر أن المراد به ما رُوِي مِن قبض مَن بقي من المؤمنين بالريح الطيبة، ووقوع
الآيات العظام» يعني: تُقبض أرواح المؤمنين قبل قيام الساعة بمدة، ثم يبقى شرار
الناس على وجه الأرض، ليس فيهم من يقول: «اللهُ
اللهُ»، ثم تقوم عليهم الساعة والعياذ بالله.
فلا تقوم الساعة إلاَّ على شرار الخلق؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ
تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ
مَسَاجِدَ» ([1]).
قوله: «البركة نوعان: أحدهما: بركة هي
فِعله، والفعل منها «بارك»: بركة هي فعل الرب سبحانه وتعالى، والفعل منها «بارك»، والذي يُبارِك هو الله سبحانه
وتعالى. وأما المخلوق فيقال له: «مُبارَك»،
اسم مفعول؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَجَعَلَنِي
مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ﴾ [مريم: 31].
قوله: «والنوع الثاني: بركة تضاف إليه
إضافة الرحمة والعزة، والفعل منها «تبارك»؛ ولهذا لا يقال لغيره ذلك» لا يقال:
تبارك علينا يا فلان، هذا لا يجوز؛ لأن هذا الفعل خاص بالله، هو سبحانه الذي
يتبارك.
· فهذا حديث عظيم يدل على مسائل عظيمة، منها:
المسألة الأولى: في هذا الحديث دلائل من دلائل النبوة، وهي:
أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا» ([2]).
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3844)، وأبو يعلى رقم (5316)، وابن حبان رقم (6847)، والبزار رقم (1724).