ثانيًا: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّ
أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا».
ثالثًا: إخباره صلى الله عليه وسلم بأن هذه الأمة إذا افترقت وتقاتلت، يتسلط عليها
العدو. وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
رابعًا: إخباره صلى الله عليه وسلم عن وقوع الشرك في أمته. وقد وقع ما أخبر به صلى
الله عليه وسلم.
خامسًا: إخباره صلى الله عليه وسلم بظهور المتنبئين الكذبة. وقد وقع ما أخبر به
صلى الله عليه وسلم، فلا يزال المتنبئون الكذبة يَظهرون بين الحين والآخَر.
سادسًا: إخباره صلى الله عليه وسلم ببقاء الطائفة المنصورة على الحق.
وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فلا تَزال هذه الأمة - ولله الحمد
- يبقى فيها من أهل الصلاح والإصلاح مَن يبقى بهم هذا الدين، وتقوم به حُجة الله
على العالمين، مع اشتداد الغربة وعظيم الكربة، ولكنهم يصبرون ويَثبتون على الحق!!
المسألة الثانية: في هذا الحديث كمال شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته،
حيث دعا لهم صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات المباركات العظيمة، واستجاب الله له.
المسألة الثالثة: في هذا الحديث أن تَفَرُّق الأمة وتناحرها فيما بينها
سبب لتسلط العدو عليها، وأن اجتماعها وتَوَحُّدها على الحق سبب لمنع الكفار من
الاستيلاء على شيء من بلادها.
المسألة الرابعة: في الحديث دليل على خطر الأئمة المضلين، أي: القيادات
الفاسدة من الأمراء والعلماء والعُبَّاد والدعاة الفاسدين. أما الأئمة المصلحون
فهؤلاء خير على الأمة وصلاح لها.