×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فلما جاء الإسلام أبطل الله ذلك كله، لكن لا يزال عند بعض البوادي والجهال نوع من هذا الشيء، ويسألون الكهان ويُحَكِّمونهم ويرجعون إليهم.

وقد جاء في الحديث: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]).

فلا يجوز الذَّهاب إلى الكهان والمشعوذين والدجالين، لا للعلاج ولا للسؤال عن الأشياء الضائعة والغائبة.

وهؤلاء الكهان قد كفروا بما أَنزل الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز إقرارهم وتركهم على ما هم عليه، بل يجب القضاء عليهم وإراحة البلاد والعباد منهم؛ لأنهم دعاة كفر وشرك، يُفسدون العقائد، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويُحْدِثون الشر في الأمة، فلا يجوز تركهم وإقرارهم، فضلاً عن الذَّهاب إليهم وتصديقهم فيما يقولون! إنما هذا من عادات الجاهلية كما قال جابر رضي الله عنه.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3904)، والترمذي رقم (135)، وابن ماجه رقم (639)، وأحمد رقم (9536) واللفظ له.