×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلاَّ بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ» ([1]). هكذا أورده المصنف رحمه الله غير معزو، وقد رواه البخاري ومسلم.

قوله: «اجْتَنِبُوا» أي: ابتعِدوا. وهو أبلغ من قوله: «دَعُوا» أو «اتركوا»؛ لأن النهي عن القربان أبلغ؛ كقوله عز وجل: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَۖ [الأنعام: 151].

قوله: «المُوبِقَاتِ» بموحَّدة وقاف، أي: المهلكات. وسُميت هذه موبقات؛ لأنها تُهْلِك فاعلها في الدنيا بما يترتب عليها من العقوبات، وفي الآخرة من العذاب.

وفي حديث ابن عمر عند البخاري في الأدب المفرد مرفوعًا وموقوفًا، قال: «الْكَبَائِرُ تِسْعٌ...»، فذَكَر السبعة المذكورة، وَذَكَرَ «والإلحاد في الحَرَم، وعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ» ([2]).

قوله: «قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ»»: هو أن يجعل لله ندًّا يدعوه أو يرجوه كما يرجو الله.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2766)، ومسلم رقم (89).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2875)، والحاكم رقم (197)، والبيهقي في الشعب رقم (280).