×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 وكما جاء في الحديث أن الشياطين يسترقون السمع فيسمع أحدهم الكلمة «فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الكَاهِنِ، رُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ» ([1]) يُصَدِّقه الناس بسبب هذه الكلمة التي سُمعت من السماء!!

فالكاهن: هو الذي يخبر الناس عن المغيبات، بسبب أنه يسأل الشياطين، وتخبره الشياطين عن الأشياء الغائبة والمسروقة والمفقودة والبعيدة، فيَظن الناس أن هذا الكاهن يعلم الغيب، وهو ليس كذلك، إنما أخبرته الشياطين بذلك.

لأن الشياطين لهم قدرة على الطيران السريع، والوصول إلى الأمكنة البعيدة، حتى إنهم يصعدون إلى السحاب، ويطيرون في الآفاق، فهم يجوبون الآفاق بسرعة، فيأتون بالأخبار ويخبرون الكهان، ويرون الأشياء المغيبة في البيوت أو في الأمكنة؛ لأنهم لديهم مقدرة ليست عند الإنس.

فإذا تَقَرَّب إليهم الإنسي بما يريدون من الشرك والذبح لغير الله والسجود لهم؛ فإنهم يخدمونه بما يريد، فيظن الناس أن هذا الكاهن عنده خبر من الغيب وأنه له خاصية، والحقيقة أن هذا كله من الشيطان.

وكانوا يُحَكِّمونهم في المنازعات والخصومات. وكان عند كل حي كاهن، يعني: عند كل قبيلة كاهن يَحكم بينهم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4701).