×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 بحسبك، أغثني! أو: اشفني من المرض! أو: أعطني ولدًا! أو: هب لي زوجة!... إلى آخِره. وهذا شرك بالله عز وجل؛ لأنه دعاء لغير الله.

كذلك من الشرك: الذبح لغير الله؛ كأن يذبح للقبر أو الضريح من أجل أن يعطى ولدًا، أو يُدفع عنه البلاء، أو يُشفى من المرض.

فليس الشرك مقصورًا على عبادة الأصنام، بل الشرك في كل ما صُرِف لغير الله من العبادة، أيًّا كان المصروف له، سواء كان صنمًا أو قبرًا أو شجرًا أو حجرًا... أو غير ذلك.

والشرك لا يغفره الله عز وجل؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48]. والمشرك لا يدخل الجنة أبدًا، ومأواه النار، قال عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ [المائدة: 72] أي: مَنَعه الله من دخول الجنة منعًا باتًّا، وجَعَل النار مَقره ومصيره الأبدي.

قال ابن القيم رحمه الله:

والشركَ فاحذره فشِرك ظاهر **** ذا القِسم ليس بقابل الغفرانِ

وهو اتخاذ الند للرحمن أيـ **** ـيًا كان من حجر ومن إنسانِ

يدعوه أو يرجوه ثم يخافه **** ويحبه كمحبة الديانِ

* «والشركَ فاحذره» هذا يسمونه باب الاشتغال، «الشركَ» منصوب على الاشتغال؛ لأن العامل «احذره» اشتغل بالضمير، ويكون المفعول به منصوبًا بفعل مقدَّر من جنس المذكور، أي: احذر الشرك احذره.


الشرح