قوله:
«وَأَكْلُ الرِّبَا» أي: تناوُله بأي وجه؛ كما قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ
يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي
يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ الآيات [البقرة:
275].
قال
ابن دقيق العيد: وهو يجر لسوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 130]، وفي الحديث: «الرِّبَا
سَبْعُونَ حُوبًا، أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ» ([1]).
قوله:
«وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ» يعني: التعدي فيه. وعَبَّر بالأكل لأنه أعم وجوه
الانتفاع؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ
أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ
وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا﴾ [النساء: 10].
**********
قوله: «وَأَكْلُ الرِّبَا»، الربا: هو زيادة في أموال مخصوصة.
وهو نوعان - كما هو معلوم في الفقه -: ربا فضل، وربا نَسيئة.
أما ربا الفضل: فهو يشمل الأصناف التي نص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحريم الزيادة فيها، في حديث عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَْصْنَافُ، فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» ([2]).
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2274)، وابن أبي شيبة رقم (22005)، والبيهقي في الشُعَب رقم (5132).