×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «وَأَكْلُ الرِّبَا» أي: تناوُله بأي وجه؛ كما قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ الآيات [البقرة: 275].

قال ابن دقيق العيد: وهو يجر لسوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [آل عمران: 130]، وفي الحديث: «الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا، أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ» ([1]).

قوله: «وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ» يعني: التعدي فيه. وعَبَّر بالأكل لأنه أعم وجوه الانتفاع؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا [النساء: 10].

**********

 قوله: «وَأَكْلُ الرِّبَا»، الربا: هو زيادة في أموال مخصوصة.

وهو نوعان - كما هو معلوم في الفقه -: ربا فضل، وربا نَسيئة.

أما ربا الفضل: فهو يشمل الأصناف التي نص الرسول صلى الله عليه وسلم على تحريم الزيادة فيها، في حديث عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بِسَوَاءٍ، يَدًا بِيَدٍ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الأَْصْنَافُ، فَبِيعُوا كَيْفَ شِئْتُمْ، إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2274)، وابن أبي شيبة رقم (22005)، والبيهقي في الشُعَب رقم (5132).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1587).