قوله:
«وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ» أي: الإدبار عن الكفار وقت الْتحام القتال؛ كما
قال عز وجل: ﴿وَمَن يُوَلِّهِمۡ
يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ
فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [الأنفال: 16].
قوله:
«وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ»: وهو بفتح الصاد: المحفوظات
من الزنا. وبكسرها: الحافظات فروجهن منه. والمراد: الحرائر العفيفات، قال عز وجل: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا
وَٱلۡأٓخِرَةِ﴾ الآية [النور: 23].
**********
قوله: «وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ» يعني: وقت الْتحام المعركة.
فإذا الْتحمت المعركة بين المسلمين والكفار، فلا يجوز لمن يطيق القتال أن
ينصرف وينهزم، بل يجب عليه أن يقاتل في صف المسلمين. فإن انصرف فهذا هو التولي يوم
الزحف، الذي توعد الله عز وجل فاعله بسوء المصير يوم القيامة.
قال عز وجل في آية سورة الأنفال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ
ٱلۡأَدۡبَارَ ١٥وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ
أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ
جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ ١٦﴾ [الأنفال: 15- 16].
فيجب على مَن حضر القتال وهو يطيق القتال أن يقاتل مع المسلمين ويدافع عن
الإسلام والمسلمين، ولا يجوز له أن يقعد أو أن ينصرف ويترك القتال.
قوله: «وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ»،
أي: العفيفات عن الزنا.