السحر. فدل على أن تعليم
السحر كفر.
وقال الله عز وجل في المَلَكين: ﴿وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ﴾ ينصحانه ﴿إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ
فَلَا تَكۡفُرۡۖ﴾؛ يعني: نحن امتحان واختبار، فمَن قَبِل السحر فهو كافر،
فلا تكفر بتعليم السحر. ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ
مِنۡهُمَا﴾ يعني: من المَلَكين، ﴿مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ﴾، هذا دليل على أن
السحر له حقيقة، وأنه يؤثر ويُفرِّق بين المرء وزوجه بإحداث البغضاء. فهو دليل
لمذهب أهل السُّنة على أن السحر له حقيقة وأنه يؤثر. ولو لم يكن له حقيقة لم
يُؤَثِّر البغضاء.
ثم قال عز وجل: ﴿وَمَا هُم
بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 102]، أي:
القدري الكوني.
· لأن الإذن على نوعين:
النوع الأول: القدري الكوني، الذي تَنتج عنه المُقَدَّرات، خيرها
وشرها.
والنوع الثاني: الإذن الشرعي المذكور في قوله عز وجل: ﴿فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ﴾ [البقرة: 213]، أي:
بشرعه.
وهذا فيه: أن الإنسان يتوكل على الله، ومَن توكل على الله كفاه شر السَّحَرة وغيرهم؛
ولهذا أَمَر الله بالاستعاذة به من السحرة؛ كما في قوله عز وجل ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ
فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق: 4]، أي: من شر السواحر.
ثم قال عز وجل: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ
مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ﴾، دل على أن تعلم السحر ضرر
محض، ليس فيه مصلحة.