· لأن الأمور على خمسة أقسام:
الأول: ما كان ضررًا محضًا. ومنه السحر، والكفر، والمعاصي.
الثاني: ما كان مصلحة محضة، وهو ما ليس فيه ضرر البتة؛ كالطاعات.
الثالث: ما كان فيه مضرة ومصلحة، لكن مضرته أكثر من مصلحته.
الرابع: ما كان مصلحته أكثر من ضرره؛ كالجهاد في سبيل الله على ما فيه من القتل
والجراح.
الخامس: ما تساوى ضرره ومصلحته.
ثم قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ
عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ﴾ أي: قد عَلِم
اليهود أن مَن تعلم السحر وعَلَّمه ما له من نصيب في الجنة. وهذا هو الكافر.
﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ
ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ
كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ
بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ
إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ
بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ
لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ
بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٢وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ
لَمَثُوبَةٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرٞۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ١٠٣﴾ [البقرة: 102-103]
إلى قوله: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ
ءَامَنُواْ﴾، أي: تركوا السحر. وهذا دليل على أن السحر كفر ينافي
الإيمان. لكنهم لم يتركوا السحر، بل اتخذوه بدل الإيمان فكفروا.