×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قال عز وجل: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٞ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقٞ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [البقرة: 101]، أي: طرحوا التوراة والعمل بها، التي فيها أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم وإثبات رسالته، طرحوها ونبذوها واستبدلوها بالسِّحر الذي هو من عمل الشياطين ﴿وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ [البقرة: 102].

في عهد سليمان كانت الشياطين تعمل السحر، ونسبوه إلى سليمان عليه السلام، وهو لا يليق بالأنبياء، بل لا يليق بالمؤمنين عمومًا، فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام؟!

ولهذا قال: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ يعني: ما سَحَر وما استعمل السحر. فعبر عن السحر بالكفر، فدل على أن السحر وتعليمه كفر.

﴿يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ يعني: لا تتعلم السحر. فدل على أن تعلم السحر وتعليمه كفر.

ثم ذكر سبحانه وتعالى أن اليهود استبدلوا التوراة بالسحر، فقال: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ [البَقَرَة: 102] يعني: استبدال السحر بالتوراة. والشراء معناه الاستبدال. فاليهود استبدلوا التوراة التي هي كتاب الله بالسحر الذي هو من عمل الشيطان.

﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ يعني: ليس له في الجنة من نصيب. فدل على أن السحر كفر؛ لأن الكافر هو الذي


الشرح