×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقال عمر في قوله: ﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ: الجبت: السحر. والطاغوت: الشيطان.

وتقدم كلام ابن القيم رحمه الله في حد الطاغوت، وأن له أفرادًا، منها: عبادة غير الله، فالمعبود طاغوت كما دلت عليه الآيات، ومنهم الكهان، ومَن يحكم بغير الحق، أو يأمره بما يخالف الحق، أو يَرضى به... وغير ذلك.

قوله: «الطواغيت: كهان»: أراد أن الكهان من الطواغيت.

قوله: «كان يَنزل عليهم الشيطان»: أراد الجنس لا الشيطان الذي هو إبليس خاصة، بل تَنزل عليهم الشياطين، ويخاطبونهم ويخبرونهم بما يسترقونه من السمع، فيَصْدُقون مرة ويَكذبون مِائة.

**********

 هذا أيضًا في اليهود: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ [النساء: 51] و«الجِبت»: هو السِّحر؛ كما قاله عمر رضي الله عنه.

فمعنى يؤمنون به: أنهم يعملون السحر ويتخذونه ويعملونه ويتعاطَونه. فهذا إيمان بالسحر والعياذ بالله، مع أنهم أهل كتاب وعلماء لم ينفعهم علمهم وأخذوا السحر وآمنوا به، والعياذ بالله.

قوله: «والطاغوت: الشيطان» «الطاغوت»: من الطغيان، وهو كل ما تجاوز الحد الشرعي، وفاعله طاغوت خارج عن الحق.

والطواغيت كثيرون - كما يقول ابن القيم رحمه الله - ورءوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومَن عُبِد وهو راضٍ، ومَن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومَن ادعى شيئًا من علم الغيب، ومَن حَكَم بغير ما أنزل الله.


الشرح