وقال
عمر في قوله: ﴿يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ﴾: الجبت: السحر.
والطاغوت: الشيطان.
وتقدم
كلام ابن القيم رحمه الله في حد الطاغوت، وأن له أفرادًا، منها: عبادة غير الله،
فالمعبود طاغوت كما دلت عليه الآيات، ومنهم الكهان، ومَن يحكم بغير الحق، أو يأمره
بما يخالف الحق، أو يَرضى به... وغير ذلك.
قوله:
«الطواغيت: كهان»: أراد أن الكهان من الطواغيت.
قوله:
«كان يَنزل عليهم الشيطان»: أراد الجنس لا الشيطان الذي هو إبليس خاصة، بل تَنزل
عليهم الشياطين، ويخاطبونهم ويخبرونهم بما يسترقونه من السمع، فيَصْدُقون مرة
ويَكذبون مِائة.
**********
هذا أيضًا في اليهود: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ﴾ [النساء: 51] و«الجِبت»: هو السِّحر؛ كما قاله عمر رضي
الله عنه.
فمعنى يؤمنون به: أنهم يعملون السحر ويتخذونه ويعملونه ويتعاطَونه. فهذا
إيمان بالسحر والعياذ بالله، مع أنهم أهل كتاب وعلماء لم ينفعهم علمهم وأخذوا
السحر وآمنوا به، والعياذ بالله.
قوله: «والطاغوت: الشيطان» «الطاغوت»: من الطغيان، وهو كل ما تجاوز
الحد الشرعي، وفاعله طاغوت خارج عن الحق.
والطواغيت كثيرون - كما يقول ابن القيم رحمه الله - ورءوسهم خمسة: إبليس
لعنه الله، ومَن عُبِد وهو راضٍ، ومَن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومَن ادعى شيئًا
من علم الغيب، ومَن حَكَم بغير ما أنزل الله.