الناس، ويتفكهون بها في
مجالسهم.
أما الغِيبة إذا كان المقصود منها النصيحة؛ كأن تُحذِّر من فلان؛ مِن أجل
أن لا يَغتر به الناس. أو استشارك أحد الناس فيمن يريد مشاركته، أو يريد أن
يزوِّجه، فيجب أن تبين له ما فيه من العيوب من باب النصيحة، وليس هذا من باب
الغِيبة. كذلك قد تشتكي إلى ولي الأمر ظالمًا ظلمك، وتَذكر من صفاته أنه ظالم،
وأنه كذاب، وأنه كذا وكذا؛ من أجل إنصافك منه وأخذ الحق منه، فهذا ليس من الغِيبة،
إنما هذا من أجل إظهار الحق. أما إذا تكلمت في حقه وبينتَ عيوبه لغير مصلحة، فهذه
هي الغِيبة المحرمة.
قال عز وجل: ﴿وَلَا يَغۡتَب
بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ﴾ [الحُجرَات: 12].
كذلك من النصيحة بيان الجَرح والتعديل في الرواة، هذا لاشك أن فيه ذكر
معايبهم، ولكن هذا لمصلحة الأمة؛ لأجل حفظ الشريعة، فلا يدخل فيها كذب، أو يُكْذَب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالواجب تبيين حالة الراوي وما فيه من الاتهام
والبدعة... وغير ذلك؛ من أجل أن لا يُغتر بروايته، وذلك من باب النصيحة.