×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن عِمران بن حُصَيْن رضي الله عنه مرفوعًا: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ، أَوْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ، أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ. وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1]). رواه البزار بإسناد جيد.

ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، من حديث ابن عباس دون قوله: «وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا....» إلى آخره.

قوله: «لَيْسَ مِنَّا» دليل على نفي الإيمان الواجب. وهو لا ينافي ما تقدم من أن الطيرة شرك، والكهانة كفر.

قوله: رواه البزار: هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، أبو بكر البزار، البصري، صاحب المسند الكبير. روى عن ابن المثنى... وخلق، مات سنة اثنتين وتسعين ومِائتين.

**********

 هذا الحديث أيضًا مثل الأحاديث التي قبله، بل فيه زيادة وعيد.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا» فيه البراءة ممن فعل تلك الأمور التي جاء النهي عنها في هذا الحديث، وهذا يدل على شدة الوعيد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تبرأ من شيء، دل ذلك على أن هذا الشيء كبيرة من كبائر الذنوب. والكبائر قد تكون شركًا، وقد تكون كفرًا، وقد تكون فسقًا، فالكبيرة في التوحيد والعقائد تكون شركًا أو كفرًا. أما الكبيرة في المعاصي التي دون العقيدة فهذه تعتبر فسقًا.


الشرح

([1])  أخرجه البزار (3578) واللفظ له، والدولابي في ((الكنى والأسماء)) (2083) مختصراً، والطبراني (18/162) (355) باختلاف يسير.