قوله: «أَوْ تَكَهَّنَ» يعني: فَعَل
الكهانة، «أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ» يعني:
ذهب إلى الكاهن وطلب منه أن يَتكهن له؛ ليخبره عن شيء أو يجيبه عن سؤال. فسَوَّى
الرسول صلى الله عليه وسلم بين من فعل الكهانة ومن فعلت له الكهانة.
قوله: «مَنْ تَطَيَّرَ» أصل التطير:
التشاؤم بالطيور. لكنه يشمل التشاؤم في كل شيء.
فالذي يتشاءم بالأشياء، ويعتقد فيها أنها تضره، ويترك ما عزم عليه من أجل
الطيرة - فقد أشرك بالله عز وجل؛ لأنه خاف من غير الله عز وجل أن يضره. كمن يعتقد
أنه سيصيبه شيء، أو أنه لن ينجح في عمله إذا رأى نوعًا من الطيور تطير على هيئة
معينة، أو رأى الغراب أو البومة، أو سمع صوت الغراب أو سمع صوت بعض الطيور، فيترك
ما عزم عليه لأجل ذلك. كذلك إذا رأى بعض الأشخاص أو بعض الدواب، تشاءم وترك ما عزم
على فعله.
هذا هو التطير، وهو شرك بالله؛ لأنه خاف من غير الله أن يضره، ولم يتوكل
على الله عز وجل.
قوله: «أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ» يعني:
فُعِلت الطِّيَرة من أجله؛ كمن يقول: يا فلان، انظر في الطيور، انظر في كذا،
أَعْلِمني إذا حصل شيء، أنا أريد أن أتزوج، أو أريد أن أسافر، أو أريد أن أشتري
البضاعة الفلانية، تطير لي وانظر الطيور وأعلمني بما كان على خلاف عادتها. مما يدل
على الشؤم، ويدل على توقع الضرر.